close menu

أفلت من حكم بالإعدام بتهمة الخيانة.. وفاة برويز مشرف في المنفى

أفلت من حكم بالإعدام بتهمة الخيانة.. وفاة برويز مشرف في المنفى
المصدر:
أخبار 24

أعلن الجيش الباكستاني، اليوم (الأحد)، وفاة برويز مشرف، الرئيس السابق عن عمر ناهز الـ 79 عاما بعد صراع طويل مع المرض، بمستشفى في دبي، بعد سنوات قضاها في المنفى الاختياري.

وكان برويز مشرف، أبرز حليف لجورج بوش فيما سمي بـ "الحرب على الإرهاب" بعد أحداث 11 سبتمبر، بالرغم من المعارضة الداخلية، ونجا من 3 محاولات لاغتياله.

حكم بالإعدام
تلقى مشرف هزيمة في الانتخابات عام 2008 ، وغادر البلاد بعد 6 أشهر، وعندما عاد في عام 2013 لمحاولة خوض الانتخابات، اُعتُقل ومُنع من الترشح، ووجهت له تهمة الخيانة العظمى وحُكم عليه بالإعدام غيابيا وغادر باكستان متوجها إلى دبي عام 2016، للعلاج وعاش هناك حتى وفاته.

وُلد في الهند
ولد برويز مشرّف، في الهند يوم 11 أغسطس 1943، لأبوين ناطقين باللغة الأردية، هاجرا إلى باكستان بعد تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، في أعقاب الانسحاب البريطاني من البلاد، وانضم للجيش وترقى حتى أصبح رئيساً لهيئة الأركان عام 1998.

أشرف على تجارب بلاده النووية
في عام 1998، وقف مشرف الذي كان قائداً للجيش إلى جانب رئيس الوزراء آنذاك نواز شريف، وأشرف على تجارب باكستان النووية الناجحة التي مثلت تدشيناً لإسلام آباد كقوة نووية معترف بها، رداً على خطوة مماثلة من الهند، لتزداد شعبية مشرف، وتنخفض شعبية نواز شريف لأدنى درجاتها، في ظل الركود الاقتصادي.

أزمة كارجيل
وزاد وضع باكستان سوءاً مع تفاقم الأزمة في كشمير، في أعقاب محاولة عسكرية باكستانية فاشلة للسيطرة على أراضٍ متنازع عليها مع الهند فيما عرف بأزمة كارجيل، حيث كان مشرف، "المهندس الرئيسي" لحرب الكارجيل بين باكستان والهند عام 1999، وهي عملية عسكرية اتسمت بتخطيط عسكري جريء، لكنها كادت تؤدي لحرب واسعة مع الهند.

الإطاحة بنواز شريف
وبعد بضعة أشهر من إخفاق العملية العسكرية في كشمير بسبب الضغوط الأمريكية على إسلام آباد، كان شريف بصدد عزل مشرّف عن رئاسة أركان الجيش، ولكن تحرك الأخير للإطاحة برئيس الحكومة، نواز شريف، مستغلاً الفرصة التي سنحت له لتولي السلطة في البلاد.

في أكتوبر 1999، اعتقل كبار الضباط الموالين لبرويز مشرف، رئيس الوزراء نواز شريف ووزرائه بعد تقارير عن إحباط محاولة نظام شريف إقالة مشرف من منصب قائد الجيش ومنع طائرته من الهبوط في باكستان أثناء عودته من زيارة إلى سريلانكا.

مشرف يعلن نفسه رئيسا للبلاد
بعد إطاحته بحكومة شريف، أعلن مشرف نفسه "الرئيس التنفيذي" للدولة أو الحاكم التنفيذي للبلاد حتى 2002، حينما أجبر الرئيس آنذاك رفيق طرار على الاستقالة وأعلن نفسه رئيساً للبلاد.

تنظيم القاعدة يفشل في اغتياله
ونجا مشرّف من 3 محاولاتٍ لاغتياله منذ استيلائه على السلطة ، دبرها تنظيم القاعدة خلال سنواته العشر في الحكم، كما وجد نفسه على خط المواجهة بين الإسلاميين والقوميين الباكستانيين والغرب.

التحالف مع أمريكا في "الحرب على الإرهاب"
وفي أحداث 11 سبتمبر 2001، كانت اللحظة المفصلية، التي اتهمت الولايات المتحدة فيها، - في عهد جورج بوش -، تنظيم القاعدة المختبئ في أفغانستان بتنفيذ الهجمات حيث كان يحظى التنظيم بحماية حركة طالبان التي كانت بدورها على علاقة وثيقة مع إسلام آباد وخاصة المخابرات الباكستانية.

وكان على مشرف، أن يختار بين استمرار التحالف مع طالبان، وبين أمريكا، التي كانت تريد من إسلام آباد مساعدتها في غزو أفغانستان، وقال مشرف في حوار عام 2006 إن مساعد وزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت ريتشارد أرميتاج هدد مدير المخابرات الباكستانية بإعادة البلاد للعصر الحجري إذا لم تتعاون مع الولايات المتحدة في أفغانستان.

وكان قرار مشرَّف دعم "الحرب على الإرهاب" التي بدأها الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش يعني، ضمنياً، أن مشرَّف في طريقه إلى الصدام مع العسكريين وحركة طالبان، التي طالما اتُّهم الجيش الباكستاني بأنه على صلة بها.

وشهدت فترة حكم مشرّف، صراعات عدة مع السلطة القضائية، بما في ذلك الخلافات التي أثارتها رغبة مشرّف المعلنة في البقاء على رأس الجيش والدولة معاً.

مداهمة الجامع الأحمر والمدرسة الإسلامية
وكانت الخطوة التي شكلت نقلة في سياساته بعد أن أصدر تعليمات في شهر يوليو 2007 إلى قوات الأمن لمداهمة الجامع الأحمر والمدرسة الإسلامية المجاورة، بعد اتهام طلاب ورجال الدين بشن حملة عنف لفرض تفسير متشدد للشريعة في إسلام آباد؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص.

في نوفمبر 2007، أقال مشرّف كبير القضاة، افتخار محمد شودري، بعد إبطاله قرارات رئاسية لكونها تخالف الدستور، وأصر على أنه لا يحق لمشرف الجمع بين رئاسة الدولة والجيش، ما أشعل احتجاجات واسعة، وفي الشهر ذاته، انتخب مشرف رئيساً للبلاد لولاية دستورية ثانية لمدة 5 سنوات.

غضب شعبي وراء استقالته
وأدى الغضب الشعبي المتصاعد من حملة مشرّف على المساجد إلى ظهور حركة طالبان الباكستانية، وشن حملة من التفجيرات والهجمات خلَّفت آلاف القتلى.

ولم يتعافَ حكم مشرف، من أزمتَيْ تشودري والمسجد الأحمر، وتدهورت علاقته بالوسط السياسي، وارتفعت الأصوات المطالبة بعزله، فيما حاول هو تمديد ولايته بفرض حالة الطوارئ في البلاد، لكن حزبه مُني بهزيمة كبيرة في الانتخابات البرلمانية عام 2008، وبعد 6 أشهر، اضطر للاستقالة عبر التلفزيون لتجنب إجراءات عزله أو لم تكن الاستقالة إلا مقدمة لملاحقة قضائية.

عاش بين لندن ودبي
عاش مشرَّف، منذ ذلك الحين بين لندن ودبي، لكنه لم يخفِ طموحه للعودة للحكم في بلاده، ليعود إلى باكستان في عام 2013، في محاولة لخوض الانتخابات لكنه مُنع من ذلك ومن مغادرة باكستان، وخضع للإقامة الجبرية.

القبض على مشرف
في أكتوبر 2013، ألقي القبض على برويز مشرف بسبب مداهمة المسجد الأحمر عام 2007 وواجه عدة اتهامات، منها الفشل في توفير الأمن اللازم لرئيسة الوزراء الباكستانية، بنظير بوتو، التي اغتالتها حركة طالبان عام 2007.

كما اتُّهم بـ"الخيانة العظمى"، بسبب قراره تعليق الدستور عام 2007، وسمح له بالسفر إلى الخارج لتلقي العلاج، رغم اتهامات بالخيانة في باكستان، فتوجه إلى دبي عام 2016، ليعيش هناك، وصدر حكم بإعدامه بعد إدانته بـ"الخيانة العظمى".

الوفاة

وتوفي برويز مشرف اليوم 5 فبراير 2023، في المنفى بعد معاناة طويلة مع المرض حيث كان يخضع للعلاج في المستشفى الأمريكي، في إمارة دبي.

 

أضف تعليقك
paper icon