يحتضن مركز بني عمر، شمال محافظة النماص بعسير، جبل "حرفة" الشاهق الذي طالما دارت حوله الأساطير والروايات الخرافية وأصبح حاليا معلمًا بارزاً لمحبي المغامرة وسط أجواء الطبيعة.
ويتميز هذا الجبل الصخري عن غيره من الجبال المحيطة به بارتفاعه الذي يصل إلى 2491 مترا عن الأرض، وبه باب منحوت من الجهة الشمالية منه، ويطلق عليه أهالي المنطقة "باب حرفة"، كما يجاوره في نفس الجهة جبل صخري أصغر منه حجما يسمى "الثدي".
وتنتشر حول "جبل حرفة" أشجار وغطاء نباتي كثيف، وذكر عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد، الدكتور صالح أبو عراد، أن الجبل له شواهد تاريخية منذ أيام الحروب الجاهلية بين القبائل، حيث يقال إن أهل المنطقة إذا أرادوا تحقيق النصر على قبيلة تغزوهم فعليهم أن يسحبوهم إلى هذا الجبل.
ومن الأقاويل السائدة عن الجبل روايات وقصص خرافية تناقلتها الأجيال، حيث ذكر البعض أن الجبل سمي قديما بجبل "الجن" لأنه مسكن للجن، كما ذكر آخرون أن سكان القرية المجاورة للجبل كانوا يسمعون قديما أصوات الطبول والدفوف تقرع من قبل الجن في الجبل، كما تناقل البعض قصة أخرى عن فتاة عذراء عثرت على بئر في الجبل وعندما نظرت في داخلها وجدت خاتماً فحاولت التقاطه لكن البئر ابتلعتها وتزوجها الجن.
كما قيل عن الجبل إن من يقض ليلة واحدة فيه يصبح إما شاعرا فذاً أو مجنوناً، وتردد مع ذلك قصة أخرى عن شاعر قديم من سكان المركز ذهب في صغره إلى هذا الجبل لجلب الحطب من الأشجار المحيطة بالجبل، وعندما تأخر الوقت به بات ليلته في الجبل، ثم عاد إلى أمه في صباح اليوم التالي شاعراً، وبارعا في فنون الفلكلور المحلية.
وفي وقتنا الراهن درج محبو المغامرة من سكان المنطقة وزوارها على صعود الجبل مثبتين أن كل المتداول عنه لا أساس له من الصحة، كما استجابت بلدية المركز للمطالبات الداعية لاستغلال الجبل سياحياً، حيث كشفت عن مشروع لإقامة متنزهات وحديقة تحيط بالجبل من كل اتجاهاته لجعله متنفسا للسكان وزوار المركز.
