شهدت الجزيرة العربية قبل ظهور الكهرباء، اعتماد الإنسان على مصادر أخرى للطاقة مثل النار التي يشعل بها الحطب، والمصابيح التي تُنار باستخدام الشحم الحيواني المذاب، واستُخدمت هذه المصادر لأغراض التدفئة والإنارة وفي إعداد الطعام.
وسجل عام 1327هـ أول ظهور للكهرباء في المملكة، أي بعد مرور 28 عاما على إنشاء أول محطة توليد طاقة في العالم (عام 1299هـ)، وفقا لدارة الملك عبدالعزيز وما سرده الرئيس التنفيذي السابق لشركة الكهرباء سليمان بن عبدالله القاضي، فكان الاستخدام الأول للكهرباء في المدينة المنورة، حيث تم استخدام مولّدين أحدهما يعمل بالفحم والآخر بالكيروسين من أجل إنارة المسجد النبوي، بجانب استخدام بطارية مشحونة لتقوم بإنارة المسجد لصلاة الفجر.
وفيما يلي التسلسل الزمني والمكاني لاستخدام الكهرباء في المملكة
عام 1338هـ
استخدمت إدارة الحرم المكي الشريف مولدات لتوليد الكهرباء من أجل إضاءة المسجد الحرام في مكة المكرمة، وكانت المولدات حينها مركبة بمحلة أجياد.
فترة الأربعينيات الهجرية
شهدت هذه الفترة في مكة المكرمة استخدام مصانع الثلج ومطاحن الحبوب الآلية للكهرباء، كما قامت تلك المصانع باستغلال الفائض من إنتاج الكهرباء في إضاءة الشوارع والأحياء القريبة، لذلك فتعد مكة المكرمة هي أول منطقة تشهد إنارة المنازل والشوارع بالكهرباء، لكن الإنارة حينها لم تكن تستمر لفترة طويلة، وإنما استمرت من صلاة المغرب لمدة 3 ساعات فقط، وكانت التعريفة في بدايات استخدام الكهرباء تتراوح ما بين 10 هللات و30 هللة.
وكانت المحلات في محلة السليمانية ومحلة التيسير بجرول بشارع أحمد كوبر من أولى المحلات التي حصلت على الكهرباء، حيث زود حسين داغستاني الذي أسس مطحنة حبوب آلية في محلة التيسير المحلات المجاورة له بالكهرباء الفائضة عن حاجته، كما قام المسؤول عن إنشاء مصنع الثلج في محلة السليمانية بفعل نفس الشيء للمحلات المجاورة له.
كما شهد عام 1347 تشكيل لجنة لدراسة توليد الكهرباء من خلال تنفيذ مشروع حقيقي تتولى الدولة ثلثي تكلفته ويُطرح الباقي كأسهم للمواطنين بقيمة ثلاثة جنيهات للسهم، ومن هذا المشروع بدأت المملكة تفكر في نشر التجربة في جميع المناطق.
الكهرباء في جدة
شهد هذا العام البداية الحقيقية للاستثمار في المجال الكهربائي، وكان ذلك بالتزامن مع بدء التنقيب عن البترول في المملكة، والذي استخُدمت معه مولدات للحفر والإنارة، وصدر في هذا العام نظام منح امتياز الطاقة الكهربائية، واستجاب رجال الأعمال حينها لهذا الأمر، ومُنحت الامتيازات لهم لإنارة مدن المملكة، وتعد جدة أول مدينة تشهد تطبيق ذلك، حيث مُنح محمد عبدالله علي رضا وإبراهيم شاكر حق امتياز إنارتها بالكهرباء.
1357هـ
استوردت حكومة المملكة مولدات كهربائية لدعم إنارة الدوائر الحكومية والحرمين الشريفين، كما شجعت الأفراد والجمعيات التعاونية على تأسيس شركات لتوليد الكهرباء في مدن المملكة.
شركتان لتوليد الكهرباء
شهد عام 1365هـ منح إبراهيم الجفالي وإخوانه حق امتياز إنارة الطائف، بينما شهد عام 1366 تأسيس شركتي مساهمة لتوليد الكهرباء في جازان والمدينة المنورة.
إضاءة الرياض بالكهرباء
أصدر الملك عبدالعزيز أمراً بإضاءة الرياض بالكهرباء، وبالفعل تم تنفيذ أمره حيث استوردت المملكة من سان فرانسيسكو مكائن ومولدات تُدار بالديزل لتوليد الكهرباء لإضاءة البيوت والشوارع، وللآبار ولأغراض أخرى، وبعدها بعام صدرت أول ميزانية رسمية لكهرباء مدينة الرياض، وبلغت حينها 13368 ريالًا.
إيصال الكهرباء لجميع المناطق
شهد عام 1381هـ إنشاء إدارة لشؤون الكهرباء تابعة لوزارة التجارة والصناعة من أجل منح التراخيص ووضع الضوابط للنهوض بقطاع الكهرباء في المملكة، وفي عام 1395 استُحدثت وزارة الصناعة والكهرباء، وبعدها بعام تأسست المؤسسة العامة للكهرباء بهدف تعميم الكهرباء لكامل مناطق المملكة.
الكهرباء في 13 ألف مدينة وقرية
استطاعت الشركة السعودية للكهرباء إيصال التيار الكهربائي إلى (13.112) مدينة وقرية في المملكة.
