من المقرر أن تصدر منظمة الأمم المتحدة تقريرًا جديدًا، تكشف فيه بالصور حجم معاناة الشعب السوري، وما يتعرض له المدنيون من هجمات عشوائية، وتدمير المدارس والمستشفيات والمناطق السكنية، والأسواق ومحطات توليد الكهرباء ومواقع التراث الثقافي.

وقد استخدمت المنظمة في تقريرها برنامج القمر الصناعي المسمى "UNOSAT"، لالتقاط صور بالأقمار الصناعية، لمقارنة كيف تغيرت سوريا على مدار الأربع سنوات منذ بدء الصراع السياسي الداخلي، والذي تسبب في مصرع أكثر من 220 ألف شخص، وتشريد نحو 6,5 مليون آخرين، وقد نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية هذا التقرير على النحو التالي:

أدى حصار مدينة حمص إلى تدمير بنيتها التحتية، وفي فبراير عام 2012 انفجر خط أنابيب نفط في ضواحي حمص، وقد اتهمت وكالة الأنباء السورية الإرهابيين ، بينما زعم ممثلو المعارضة أن الحكومة هي المسئولة عن الهجوم.
أصبح من الصعب على السوريين مغادرة مدينة دير الزور، خاصة بعدما دُمرت بنيتها التحتية مثل الجسور والشوارع، فبين عامي 2013 و2014 دُمر جسر مشاه تاريخي، يمتد فوق نهر الفرات، مما تسبب في فصل 50 ألف شخص عن باقي المدينة.
فر أكثر من 3,7 مليون شخص منذ بدء الأزمة السورية، وقد اختار كثيرون السفر عبر معبر باب الهوى الحدودي، ويظهر نحو 600 مخيم للاجئين في الصورة التي التقطت في 26 نوفمبر، وبعد فترة قصيرة من التقاطها، هاجمت الطائرات المكان، مما تسبب في تدمير نحو 50 مسكنًا للاجئين، ولم يحدد تقرير الأمم المتحدة عدد الضحايا، لكن مخيمات اللاجئين لم تكن بمنأى عن القصف.
تأثر مخيم اليرموك بالقصف أيضًا، وهو مخيم للاجئين الفلسطينيين في دمشق، وتُظهر صورة القمر الصناعي لعام 2014؛ المخيم وهو محاصر وطرقه مغلقة، ووضعت نقاط للتفتيش الأمني، كما وصفته صحيفة "الجارديان" بأنه أسوأ مكان في سوريا، على الرغم من كونه يبعد 5 أميال فحسب عن مكان إقامة الرئيس "بشار الأسد"، وقد أدى الحصار الحكومي للمخيم، إلى عدم توافر الكهرباء والماء وصعوبة دخول الطعام، حتى إن البعض يسميه "غزة سوريا"، وقد كان يعيش في هذا المخيم 150 ألف فلسطيني، لكن العدد انخفض إلى نحو 18 ألفا فقط الآن.
وبسبب تكرار الهجمات على مخيمات اللاجئين في سوريا، قرر كثير من الأشخاص الفرار عبر الحدود، وخلال عامين تحول مخيم الزعتري شمال الأردن، من منطقة صحراوية غير مأهولة، إلى مدينة خيام تضم أكثر من 85 ألف شخص، وقد التقطت الأقمار الصناعية صورًا للمخيم منذ إنشائه، رُصدت خلالها تطوره السريع وتحوله إلى مدينة حقيقية، ووفقًا للمنظمة فقد أصبح الزعتري ثاني أكبر مخيم للاجئين في العالم، ورابع أكبر مدينة في الأردن.
أظهرت أحدث تحليلات الأمم المتحدة، أن أكثر من 8 آلاف مبنى ومنشأة، قد دمرت في الفترة بين 2010 و2014، وتعد حلب من أكثر المدن التي تضررت في سوريا، وقد كشفت صور القمر الصناعي الأضرار التي لحقت بعدة مواقع تاريخية ، من بينها فندق كارلتون الأثري والمسجد الأموي الكبير.
كانت مدينة كوباني الواقعة شمال سوريا، ملاذًا للأكراد بالقرب من الحدود التركية، حتى سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية لفترة قصيرة على مدار العام الماضي، وتظهر الصورة السيارات التي هجرها اللاجئون على الجانب السوري، وفي غضون أيام انتشرت المخيمات السورية في تركيا لاستيعاب سكان كوباني.
تُظهر الصورتان نتائج عمليات الهدم في حي الأربعين بحماه بنهاية عام 2012، حيث هاجمت القوات الحكومية الحي، لأن نظام بشار اعتبر سكانه متعاطفين مع المعارضة، وقد دُمر أكثر من 3 آلاف مبنى حتى الآن.
كشف تقرير الأمم المتحدة حجم الضرر الذي تعرضت له مباني مجمع المستشفى الوطني في حمص، خلال عام 2014، مما اضطر الأطباء المتبقيين للعمل في مستشفيات تحت الأرض، ووفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود كان هناك نحو تسعة مستشفيات ميدانية على الأقل، توفر الخدمة الطبية لنحو 350 ألف شخص محاصرين منذ أكثر من عام، وقد أعلنت المنظمة أن الإمدادات الطبية تصل إلى شمال حمص فقط، بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، حيث تنتشر بالطرق نقاط التفتيش، وترتفع احتمالات الموت أو الاعتقال أو مصادرة المواد الطبية.
تظهر هذه الصورة ثلاث مدارس في حمص، تضررت جراء القصف أثناء الحرب، حيث إن الهجمات على المدارس أمر شائع في سوريا، الأمر الذي يؤدي إلى موت الطلاب والمعلمين والأهالي في كثير من الأحيان، وقد تضررت أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة في سوريا وفقًا لمنظمة "أنقذوا الطفولة".